العُصفر
يُعتبر العُصْفُر (بالإنجليزية: Safflower) من النباتات السنوية المزهرة، وقد تكون أزهاره حمراء اللّونِ أو برتقالية أو صفراء أو بيضاء، وفي الحقيقة تُستخدم أزهار العصفر المجففة في الحصول على مادة الكارثامين (بالإنجليزية: Carthamin)، والتي تعني الصبغة النسيجية الحمراء، والتي ازدهر استخدامها قديماً لأسباب تجارية، أما في وقتنا الحاضر فيتم استخدام صبغة الأنيلين (بالإنجليزية: Aniline) المصنعة بدلاً منها في كثير من الأماكن، وتُستخدم بذور العصفر حديثاً في استخراج الزيت، وتُقسم أنواع نبتة العصفر إلى قسمين: النوع الأول الذي يُستخرج منه الزيت الذي يحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة الأحادية (بالإنجليزية: Monounsaturated fatty acids)، مثل؛ حمض الأولييك (بالإنجليزية: Oleic acid) المعروف، والنوع الآخر الذي يحتوي على الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة (بالإنجليزية: Polyunsaturated fatty acids) بتراكيز عالية، مثل: حمض اللينولييك (بالإنجليزية: Linoleic acid)، وهذا ما يجعل العصفر ذا ميزة غذائية كبيرة، ومن الجدير ذكره أنّ موطن العُصفر يعود إلى أجزاء من آسيا وإفريقيا، حيثُ يمتد من وسط الهند حتى الروافد العليا لنهر النيل وإثيوبيا
فوائد العُصفُر
زرع العُصفر قديماً لتجفيف زهوره واستخدامها في صنع الأصباغ الحمراء والصفراء في الملابس والأطعمة، واليوم يُستخرج الزيت من العصفر؛ ليتم استخدامه في المنتجات الصناعية كصناعة الدهانات ومواد الطلاء الأخرى، وصناعة الصابون والمنتجات الغذائية كزيت للطعام والسلطات، وهناك الكثير من الفوائد الصحية لزيت العصفر، نذكر منها ما يلي:
- مصدر صحي للأحماض الدهنية: كما ذُكر أعلاه، يُعتبر الزيت مصدراً غنياً بالأحماض الدهنية غير المشبعة، والتي تُعدّ أكثر صحية ونفعاً من الدهون المشبعة، حيث يمكن استبدال زيت الزيتون واستخدام زيت العصفر الغني بزيت الأولييك خلال الطبخ، وهو آمن جداً على درجات الحرارة العالية مقارنة بزيت الذرة أو زيت الزيتون، ومن المهم ذكره أنّه ليس بالإمكان استخدام جميع الزيوت على درجات الحرارة العالية، حيثُ قد يكوّن بعضها الجذور الحرة (بالإنجليزية: Free radicals)، وتكمن أهمية الدهون في الغذاء مثل: الدهون الموجودة في زيت العصفر في أهميتها لعدة وظائف في الجسم ومنها:
- تنظيم الهرمونات والذاكرة.
- إعطاء الشعور بالشبع.
- المساعدة على امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون خلال الوجبات.
- تحسين مستويات السكر في الدم: فقد أجريت دراسة في عام 2016 أكدت على دور الدهون غير المشبعة خاصة المتعددة منها، في تحسين قدرة الشخص على التحكم في مستويات السكر في الدم من جهة، ومن جهة أخرى أكدت على دورها في تقليل مقاومة الإنسولين وتحسين إفرازه،و في دراسة أخرى أجريت عام 2011 على النساء اللواتي انقطعن من الطمث، واللواتي يعانين من السمنة المفرطة، حيث أكدت الدراسة أنّ استهلاك ثمانية غرامات من نبتة العصفر يومياً لمدة أربعة أشهر متتالية، يساهم في التقليل من الالتهابات ويحسن قراءات السكر في الدم، خاصة عند مرضى السكري من النوع الثاني، ومن الجدير بالذكر أنّ الباحثين ينصحون باستخدام العصفر إلى جانب علاجات السكري الأخرى للتقليل من المضاعفات المتعلقة بهذا المرض.
- تقليل الكوليسترول والمحافظة على صحة القلب: أثبتت الدراسة ذاتها التي أجريت عام 2011، أنّ مستويات الكوليسترول (بالإنجليزية: Cholesterol) في الدم تحسنت مع استخدام زيت العصفر لمدة أربعة أشهر متتالية، وهذا ما أكدّ على ما تنصح به جمعية القلب الأمريكية بأنّ الدهون غير المشبعة قد تخفض من مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة (بالإنجليزية: Low-density lipoprotein LDL)، والذي يُعدّ الكوليسترول الضار في الدم، حيث يشكل ارتفاعه أحد عوامل خطورة الاصابة بأمراض القلب، ومن جهة أخرى يساهم زيت العصفر في تقليل لزوجة الدم والتصاق الصفائح الدموية، مما يساعد على منع تجلطات الدم التي يمكن أن تؤدي إلى نوبة قلبية (بالإنجليزية: Heart attack)، وسكتة دماغية (بالإنجليزية: Stroke)، وقد يؤثر زيت العصفر في الأوعية الدموية عن طريق المساهمة في تمددها، وهذا يساعد على تقليل ضغط الدم.
- محاربة الالتهابات: قد يحتوي زيت العصفر على خصائص مضادة للالتهابات، تبعاً لما ذُكر في دراسة للتغذية السريرية بأنّه يحسن علامات الالتهاب.
- علاج مشاكل الجلد: لزيت العصفر الكثير من الفوائد الجلدية حيث يقوم ب:
- تهدئة الجلد الجاف أو الملتهب والحفاظ على نعومته وترطيبه، لهذا نجده في العديد من المواد التجميلية والعلاجات الجلدية.
- حماية الجلد من أشعة الشمس والجذور الحرة التي تساهم في تدمير الخلايا وتسبب الكثير من المشاكل الصحية؛ وذلك لاحتواء زيت العصفر على فيتامين هـ(بالإنجليزية: Vitamin E)، حيث يَنصح المختصون بتجربته على منطقة صغيرة من اليد فقط في البداية، وتركه لمدة 24 ساعة لتجنب أي تفاعل تحسسي.
- علاج حبوب الشباب، فقد ظهر أنّه لا يغلق المسامات الموجودة في الوجه.
- علاج الإكزيما، أو ما يُعرف بالتهاب الجلد التأتبي (بالإنجليزية: Eczema).
- تحفيز عملية تجديد خلايا الجلد، مما يساعد على ترميم الندب والعيوب الأخرى الموجودة على الجلد.
- فقدان الوزن: على الرغم من عدم وجود دراسات كافية تثبت فعالية العصفر في فقدان الوزن، إلا أنّ إضافة القليل منه إلى الطعام يؤدي إلى تحسين النكهة، وزيادة الشعور بالشبع، وتنظيم السكر في الدم مما يسمح في التحكم بالوزن، وقد وُجد أنّ حمض اللينولييك يساهم في التخلص من دهون البطن العنيدة، وكبح الشهية.
- حماية الدماغ ومواجهة السرطان: ظهر في العديد من الدراسات أنّ زيت العصفر يحسن الذاكرة، وله القدرة على التخفيف من التهابات الدماغ، ومن جهة أخرى قد يمتلك فعالية غي علاج السرطانات المختلفة، لكنّ ذلك يحتاج إلى دراسات أكثر لإثباته.
- القايم بوظائف أخرى: حيث استخدم زيت العصفر في الطب الصيني القديم في:
- تنظيم الدورة الشهرية عند النساء خاصة في حالات انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Amenorrhea).
- تنشيط الدورة الدموية وتقليل ركود الدم (بالإنجليزية: Stasis).
- تهدئة الألم والإصابات المختلفة.
الآثار الجانبية لاستخدام العصفر
يُعتبر استخدام زيت العصفر آمناً طالما أنّه يُستهلك ضمن الكمية المسموحة خلال اليوم، ولكن بسبب تأثيره في ترقيق الدم والتقليل من قدرة الجسم على تخثيره، فقد تزيد خطورة النزيف في بعض الحالات، ومنها:
- المصابون بأمراض واضطرابات النزيف والتخثر، وتقرحات المعدة أو الأمعاء.
- الأشخاص المتوقع إجراء عمليات جراحية لهم، فمن المهم أن يتم إيقاف استخدامه قبل أسبوعين على الأقل من الجراحة.
- زيادة الحيض عند النساء وزيادة تقلصات الرحم، وفي بعض الحالات قد يسبب الإجهاض.
إرسال تعليق