الخرنوب
تعد شجرة الخرنوب مكونًا مهمًا من مكونات النبت الطبيعي المتوسطي، وبفضل قدرتها على النمو في المناطق الهامشية وتلك الغنية بالترب الكلسية؛ فقد أصبحت تشكِّل أهميةً اقتصادية وبيئية كبيرتين، فهي من الأشجار الشديدة التحمل للجفاف بسبب امتداد جذورها لأعماق كبيرة، وتتمتع بقدرة على تحمل التلوث الهوائي، ولا تحتاج درجات عالية من العناية، لكنها حساسة للصقيع وخصوصًا في الأعمار الصغيرة للأشجار. وقد جعلتها صفاتها الإيجابية من أهم عناصر برامج إعادة التشجير في المناطق المهددة بانجراف التربة والتصحُّر، فضلًا عن دورها في صد الرياح والتقليل من التلوث السمعي الناتج عن المناطق الصناعية بفضل نمواتها الخضرية الكثيفة، كذلك تستخدم في تنسيق الحدائق لأغراضٍ جمالية.
من جهةٍ أخرى، تشكل أوراق شجر الخرنوب بظلها الوافر ملجأً للحيوانات في أثناء الرعي؛ فضلًا عن إمكانية تناول الحيوانات للأرواق والقرون أيضًا. وتحتوي الأخيرة على بذور قيِّمة يُستخرج منها صمغ الخرنوب أو تُطحن ويُصنع منها دقيق الخرنوب، في حين يستخدم اللب المحيط بالبذور لاستخراج مادة مُحليةٍ فضلًا عن استخداماته الصيدلانية العديدة، ويتصف خشب الخرنوب بكونه قاسيًا وكثيفًا، مما يجعله قابلًا للاستخدام في صناعة الأدوات المختلفة إضافةً إلى إمكانية استخدامه في التدفئة.
وُضع التقسيم النباتي لشجرة الخرنوب أول مرة من قبل العالم السويدي الشهير Carolus Linnaeus وذلك عام 1753، وقد حدد عالم التقسيم النباتي السويسري Alphonse de Candolle موطنها الأصلي في منطقة شرق المتوسط؛ أي في سورية وتركيا، وذلك عام 1883. ويُعتقد أن الإغريق هم أول من نقل زراعة الخرنوب إلى اليونان وإيطاليا، تبعهم العرب الذين نقلوها إلى المغرب وإسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا، حتى أصبح يُشاهد اليوم في مناطق كثيرةٍ من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا والبرازيل.
Post a Comment