يحتوي الكمون
على عناصر غذائية عديدة و هي 16 % من الحديد و 7 % من المنغنيز و 4 % من
النحاس و 4 % من الكالسيوم و 4 % المغنزيوم و 3 % الفيتامين ب1 و 3 %
الفوسفور.
الكمون نجم المطبخ الهندي و المكسيكي و الشرق الأوسط، ليس فقط لنكهته المميزة و لكن للفوائد الصحية التي تقدمها للفرد، و هي كالتالي:
الحديد مصدر للطاقة و المناعة
تعتبر
بذور الكمون التي تُسمى علميا بـ Cuminum cyminum مصدرا ممتازا للحديد و
هو معدن يلعب دورا مهما في جسم الإنسان حيث يحتوي على عنصر متكامل من
الهيموغلوبين الذي ينقل الأكسجين من الرئتين إلى كل خلايا الجسم و هو جزء
من أنظمة الإنزيمات لإنتاج الطاقة و الأيض. إضافة إلى ذلك، الحديد عنصر
فعّال للاحتفاظ بصحة و سلامة جهاز المناعة و يعتبر أيضا مهما لحيض المرأة
التي تفقد عنصر الحديد كل شهر خلال الطمث و لنمو الأطفال و المراهقين الذين
هم بحاجة ماسة لهذا العنصر و للمرأة الحامل و المُرضع.
البذور لهضم جيد
تعتبر
بذور الكمون عادة ذات فائدة كبيرة للجهاز الهضمي و أيد البحث العلمي هذا
القول حيث أظهرت البحوث أنّ الكمون يحفز إفراز إنزيمات البنكرياس و
المركّبات الأساسية لهضم مناسب و تمثيل غذائي جيد.
الوقاية من السرطان
تحتوي
بذور الكمون على مزايا تمنع من الإصابة من السرطان و أظهرت دراسة أنّ
الكمون يحمي حيوانات المختبرات من تشكل أورام المعدة و الكبد، و يرجع
المفعول الذي يمنع من الإصابة بالسرطان إلى قدرة الكمون الفعالة في التنقية
الجذرية إلى جانب قدرته على تعزيز الإنزيمات المزيلة للسموم في الكبد. و
كل هذه المنافع المتمثلة في التنقية و إزالة السموم تعتبر مهمة في المحافظة
على الصحة و العافية و لكنّ مساهمة الكمون في مجال الصحة بصفة عامة بلغ
لأكثر و أبعد من هذا بكثير.
تاريخ نبات الكمون
يرجع
أصل الكمون إلى مصر و قد تمّ غرسه في الشرق الأوسط و الهند و الصين و
بلدان البحر المتوسط من آلاف السنين. و على مر التاريخ، لعب دورا هاما فيما
يخص الطعام و ميدان الطب و كان يعتبر رمزا ثقافيا ذو أوصاف عديدة.
تمّ
ذكر الكمون في الإنجيل و لكن ليس فقط لكونه من التوابل المنكهة للحساء و
الخبز، و إنّما كان يُستعمل كعملة لدفع ضريبة الأعشار للكهنة. و في مصر
القديمة، كان الكمون مكوّنا يُستعمل في تحنيط الفراعنة و ليس فقط مجرد مادة
خاصة بالطبخ.
تظفر
بذوره بمكانة عالية فيما يخص النكهات المطبخية في العهد الإغريقي و
الروماني و نال الكمون هذه الشعبية الكبيرة نتيجة نكهته الشبيهة بالفلفل و
التي جعلته بديلا للفلفل الأسود الذي كان ثمنه غال و صعب المنال في ذلك
الوقت. و اشتهر الكمون أيضا بمزاياه الطبية و التجميلية حيث كان من بين
استخداماته جعل البشرة شاحبة اللون ليُثبت التلاميذ لأساتذتهم أمضوا الليل
كله في الدراسة.
و على الرغم من قيمته
العالية كبهار، أصبح الكمون رمزا للجشع و الشراهة في روما القديمة و قد
كُنّي كلّا من ماركوس أوريليوس و أنطونيوس بيوس، و هما من الأباطرة الذين
اشتهروا بالبخل و الجشع، بأسماء لها علاقة و مرجع بالكمون.
و
خلال العصور الوسطى في أوروبا، كان يعتبر من البهارات الأكثر استعمالا و
قد أضاف إلى جعبته صفة جديدة في ذلك الوقت و هي أنّه اعتُبر رمزا للحب و
الإخلاص حيث أنّ الناس قاموا بحمله في جيوبهم عند ذهابهم إلى مراسيم الزفاف
و قام الجنود المتزوجون بأخذ خبز الكمون المخبوز معهم إلى الحرب. و هو
يعتبر مدعّما للحب، حيث استُعمل في بعض التقاليد العربية كمثير للشهوة
الجنسية عند مزجه مع العسل و الفلفل.
و
بينما لازال حتى الأن محافظاً على قيمته في مطابخ الهند و الشرق الأوسط،
تراجعت شهرته في أوروبا بعد العصور الوسطى. و في الوقت الحاضر يتم إكتشاف
طرق و إستخدامات جديدة له بالطبخ و العلاج.
كيف تختار و تخزّن الكمون
قم
بشراء بذور الكمون الكاملة بدلا من مسحوق الكمون متى كان ذلك ممكنا لأنّ
هذا الأخير يفقد نكهته سريعا جدا و البذور تُدق و تُسحق بسهولة.
و
على الرغم من أنّ الأعشاب المجففة و التوابل متوفرة بكثرة في المحلات
التجارية، جرب و اختبر التوابل الموجودة في متجر البهارات المحلي في منطقتك
و ستجد أنّها طازجة و ذات جودة عالية من تلك المتوفرة في المحلات
التجارية، و كذلك بالنسبة للتوابل المجففة الأخرى، قم بإختيار الكمون
المجفف العضوي لأنّ هذا سيمنحك ضمانا أكيدا على أنّه ليس نباتا مشعّعا.
يجب
أن تضع بذور و مسحوق الكمون في إناء زجاجي مغلق بإحكام و في مكان بارد و
مظلم و جاف، و يبقى الكمون صالحا للاستعمال لمدة 6 أشهر و بينما البذور
تبقى طازجة لسنة كاملة.
نصيحة للطبخ و الاستعمال
قم بتحميص بذور الكمون بعض الشيء قبل أن تستعمله في أيّ وصفة و ذلك لتستخرج النكهة و الرائحة كاملة.
كيف تستمتع بالكمون؟
- إنّ مزج الكمون مع الفلفل الأسود و العسل يُعتبر محرّكا للشهوة الجنسية بالنسبة لبعض بلدان الشرق الأوسط و لا يهم إن كانت نافعة أم لا، فهذا الخليط شهي جدا و يُمكن استعماله كمنكّه لأطباق الخضر و الدجاج و السمك.
- قم بتحضير كأسا ساخنا و مهدّئا منه و ذلك بغلي البذور في الماء و تركها منقوعة من 8 إلى 10 دقائق.
- يُعتبر مكمّلا رئيسيا هاما للبقوليات كالعدس و الحمص و الفاصولياء حيث يتم إضافته لأي من هذه الأطباق عند طبخها.
- خُذ كمية من الأرز الأسمر العادي و أضف لها القليل من الحيوية و ذلك بزيادة بذور الكمون و المشمش المجفف و اللوز.
- إنّ تنكيه الخضر الصحية المقلية قليا خفيفا بالكمون ستعطي الطبق ذوقا و ميلا إفريقيا.
الأثار الجانبية
ليس معروفا على أنّ بذور الكمون من المواد المؤرّجة المشهورة و لا تحتوي على كمية يمكن قياسها من الأكساليك أو البورينات.
Post a Comment